خبيرة: تراجعات الأسواق المالية العالمية وراء الاتجاه الهابط للبورصة

قالت الدكتورة هدى المنشاوي رئيس الجمعية المصرية للتنمية والاستثمار، والعضو المنتدب للمجموعة المصرية لتداول الأوراق المالية، أن التراجع الذي تشهده الأسواق العالمية ساهم كثيرا في خلق جو عام من القلق وقفل شهية المخاطرة لدي المتعاملين كما أن النزعة السائدة لفئات المستثمرين كافة أصبحت المضاربات السريعة والقلقة نظرا للتوتر العالمي الجيوسياسي فالعالم كله أصبح فوق صفيح ساخن وتتوزع فيه الأدوار والتكتلات ويتم إعادة توزيع الخريطة الاقتصادية وثرواتها بالكامل.

 

ولفتت إلى أن هذه الأجواء تسببت في الهبوط الحاد الذي تشهده أغلب البورصات الإقليمية والدولية حاليا وهو ما دفع المحافظ العربية والأجنبية التي تستثمر في مصر للاتجاه نحو البيع لجني الأرباح بهدف إعادة تكوين المراكز واقتناص الفرص واستخدام ثقافة التريدات السريعة بدلا من الاستثمار بالإضافة إلى عدم سند المؤسسات المصرية في الأوقات الصعبة بل كانت عامل مساعد أيضا في الضغط علي السوق واللعب على الهبوط بدلا من اللعب على الصعود.

 

وأكدت على أن كل هذه العوامل ضغطت علي صغار المستثمرين مما دفعهم للاتجاه نحو البيع لضعف ثقافتهم بالبورصة وخوفهم علي تآكل محافظهم وقدراتهم المالية الضعيفة وثقل تكلفة المارجن عليهم وتكبدهم الخسائر بشكل متتالي وكل هذا جعلنا نجري في نفس القناة السعرية العرضية الحالية.

 

 

 

وكشفت عن أن سبل عودة السيولة إلى البورصة المصرية تتطلب تدارك كل الجهات المعنية أن البورصة تحتاج للدعم الشديد وإعادة الثقة وذلك بإلغاء ضريبة الأرباح الراسمالية أو أرجائها علي الأقل، ومساندة الشركات المدرجة وتشجيع تسجبل الجديد منها بمزيد من المحفزات، سرعة طرح بضاعة جديدة جيدة وبأسعار منافسة وعادلة، والترويج والتسويق الجيد لدور البورصة الحقيقي في تمويل الشركات، وغيرها الكثير من الدعم المعنوي والنفسي المطلوب بعد كل كل هذه الأزمات من خلال ندوات مفتوحة لحل كل مشاكل المستثمرين ومناقشة كل المعوقات التي عاني منها كبار المستثمرين من الإدارات السابقة كوقف الأكواد والتعنت في تنفيذ العقوبات وغيرها من مشاكل كعدم توزيع الكوبونات وتأخر الاكتتابات وغيره ووقتها سنجد السيولة عادت من الأفراد وبعد تحسن الأوضاع سنرى عودة السيولة العربية والأجنبية المستثمرة وليست الأموال السريعة الساخنة والتي نراها الآن.

 

وأوضحت الخبيرة، أن الجميع يتمنى عودة الأداء الإيجابي إلى البورصة مرة أخرى، ولكن لابد أن يقترن هذا بتنفيذ وحل ولو قليل من كل ما تمت الإشارة إليه من معوقات ومشاكل أساسية، لافتتا إلى أن الأمل في المؤتمر الاقتصادي والذي سيعقد الأسبوع القادم، متمنية أن يتم تنفيذ اقتراحاتنا لحل هذه المشاكل وبأسرع وقت حتي نستطيع أن نحقق هذا الربع تقدم ملموس وأن يبدا السوق الصعود والانطلاق واختراق القناة العرضية الحالية وعودة الثقة والأموال المهاجرة للبورصة من جديد.

أشترك في النشرة البريدية

نقدمها لكم يوميًا من الأحد إلي الخميس في تمام الساعة التاسعة صباحاً.