شهد مجال الذكاء الاصطناعي تطورات متسارعة في الآونة الأخيرة، خاصة مع ظهور شركات صينية مثل “ديب سييك” و”علي بابا” التي أحدثت نقلة نوعية في هذا المجال. وقد كان لهاتين الشركتين تأثير كبير على شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى، يمكن تلخيصه في النقاط التالية:
1- المنافسة الشديدة
ديب سييك: تميزت بابتكار نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة بتكلفة أقل، مما أثار قلق الشركات الكبرى ودفعها إلى تطوير نماذجها الخاصة بسرعة.
علي بابا: أطلقت نماذج ذكاء اصطناعي تفوقت على نماذج “ديب سييك” و”ميتا”، مما زاد من حدة المنافسة في هذا السوق.
هذه المنافسة الشديدة تصب في مصلحة المستهلك في نهاية المطاف، حيث تؤدي إلى تحسين جودة المنتجات وخفض تكلفتها.
2 – تسريع وتيرة الابتكار
ديب سييك وعلي بابا: بفضل ابتكاراتهما، دفعتا الشركات الأخرى إلى تسريع وتيرة البحث والتطوير، مما أدى إلى ظهور تقنيات جديدة بوتيرة أسرع.
الشركات الأخرى: استثمرت مبالغ ضخمة في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متطورة، وتسعى جاهدة للحاق بالركب.
هذا التسارع في الابتكار يفتح الباب أمام تطبيقات جديدة للذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، مثل الطب، والتعليم، والتصنيع، وغيرها.
3 – إعادة توزيع النفوذ
ديب سييك وعلي بابا: نجحتا في إحداث توازن في سوق الذكاء الاصطناعي، الذي كان يهيمن عليه في السابق شركات أمريكية عملاقة.
الشركات الصينية: أصبحت تلعب دوراً محورياً في هذا المجال، وتسهم في تحديد مستقبل الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
هذا التغيير في موازين القوى قد يؤدي إلى ظهور تحالفات جديدة بين الشركات، وظهور أسواق جديدة للذكاء الاصطناعي.
4 – تخفيض التكاليف
ديب سييك: قدمت نماذج ذكاء اصطناعي عالية الجودة بتكلفة أقل، مما ضغط على الشركات الأخرى لخفض أسعارها.
علي بابا: ساهمت في زيادة المنافسة، مما أدى إلى انخفاض تكاليف خدمات الذكاء الاصطناعي.
هذا الانخفاض في التكاليف يجعل الذكاء الاصطناعي في متناول الشركات الصغيرة والمتوسطة، ويساهم في انتشاره في مختلف القطاعات.
5 – التركيز على الكفاءة
ديب سييك: تميزت بإنتاج نماذج ذكاء اصطناعي عالية الكفاءة باستخدام موارد محدودة، مما يمثل تحدياً للشركات الأخرى.
الشركات الأخرى: تسعى جاهدة لتحسين كفاءة نماذجها وتقليل استهلاكها للطاقة والموارد.
هذا التركيز على الكفاءة يعود بالنفع على البيئة، ويساهم في جعل الذكاء الاصطناعي أكثر استدامة.
الخلاصة
لا شك أن ظهور شركتي “ديب سييك” و”علي بابا” كان له تأثير كبير على شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى. فقد ساهمتا في زيادة المنافسة، وتسريع وتيرة الابتكار، وإعادة توزيع النفوذ، وتخفيض التكاليف، والتركيز على الكفاءة. ومن المتوقع أن يستمر هذا التأثير في المستقبل، مما سيؤدي إلى المزيد من التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي.
إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة “مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية”