السلاح الاستراتيجي ودوره في نصر أكتوبر 1973

حققت مصر انتصارًا باهرًا في حرب أكتوبر بهزيمة العدو الصهيوني، وإعادة الأراضي المسلوبة، وجاء ذلك بتعاون عربي مشترك ظهر باستخدام البترول كسلاح استراتيجي للضغط على العدو الصهيوني ومموليه حتى الانسحاب من الأراضي المسرية.

واسخدم البترول لأول مرة كسلاح استراتيجي بأمر من الرئيس أنور السادات لوزير البترول المهندس أحمد عز الدين هلال في ذلك الوقت بإعداد خطة لتوفير مصر لاحتياجاتها من المواد البترولية، وقام بزيارة الملك فيصل في أغسطس 1973 وأخبره بنواياه لخوض المعركة، وعرض عليه استخدام النفط كسلاح ضد العدو الصهيوني.

وطلب السادات من الملك فيصل وقف تصدير النفط إلى الدول الغربية التي تمد إسرائيل بالسلاح، وفي أعقاب تلك الزيارة اجتمعت الدول المصدرة للنفط ومنها “السعودية والإمارات والجزائر والعراق وليبيا” في 15 سبتمبر 1973 لبدء التفاوض في رفع أسعار النفط عالميا ووضع حد لدعم إسرائيل.

ومع تقدم القوات المسلحة المصرية وتغلغلها في اتجاه تحرير الأرض كانت “أوبك” تتم مفاوضاتها 10 أكتوبر 1973 مع شركات النفط لرفع الأسعار وتعديل اتفاق طهران 1071.

وكانت أمريكا قد بدأت في إمداد اسرائيل بالأسلحة عبر النقل الجوي فيما عرف بعملية “العشب النيكيلي” في 12 أكتوبر 1973، غير أن الدول العربية متمثلة في السعودية والإمارات العربية المتحدة والعراق والجزائر والكويت وقطر اتفقت على خفض إنتاج النفط ورفع الأسعار من جانب واحد بنسبة 17 ٪ إلى 3.65 دولار للبرميل في 16 أكتوبر، لعرقلة إمدادات الولايات المتحدة إلى إسرائيل.
ومع مطالبات الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون للكونجرس باعتماد 2.2 مليار دولار يوم 19 أكتوبر الأول 1973، كدعم عاجل لإسرائيل كان النفط العربي قد تم حظره تماما إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وامتد الحظر بعد ذلك ليشمل هولندا في 28 أكتوبر من نفس العام.

وظلت الدول العربية تحارب جنبا إلى جنب مع مصر وسوريا بسلاح النفط الفتاك لاقتصاديات الدول الموالية لإسرائيل، حتى حظرته على البرتغال وجنوب أفريقيا في 23 من نوفمبر 1973، بعد خفض الإنتاج بنسبة 25٪، وتهديدات بخفضه 5٪ إضافية، مما أجبر دولاً كبيرة على اتخاذ موقف الحياد تجاه الحرب كفرنسا وألمانيا.

وبعد ضمان انسحاب إسرائيل تماما من ساحة الحرب وإعلان الانتصار العربي المجيد لتحرير الأرض المحتلة، أعلن وزراء نفط الدول العربية، نهاية الحظر المفروض على الولايات المتحدة التي تكبدت خسائر باهظة وشهدت ارتفاعات متعاقبة في أسعار البنزين، بينما فقدت بورصة نيويورك للأوراق المالية 97 مليار دولار في قيمة أسهمها في 6 أسابيع.

أشترك في النشرة البريدية

نقدمها لكم يوميًا من الأحد إلي الخميس في تمام الساعة التاسعة صباحاً.