توقع الخبير الاقتصادي أحمد رجب خلال حديثه لموقع abc borsa أن مستقبل العملات المشفرة قد لا يتبع المسار التقليدي الذي يتوقعه الكثيرون. وأضاف أن التوقعات الأكثر إثارة هي أن العملات المشفرة ستتحول من كونها مجرد أداة للاستثمار إلى جزء أساسي من الاقتصاد الرقمي العالمي الذي يتجاوز العملات المشفرة التي نعرفها اليوم. وسيكون المستقبل هو دمج العملات المشفرة مع تقنيات الذكاء الصناعي و البلوكشين القابل للتخصيص مما يفتح المجال لإنشاء اقتصادات محلية صغيرة أو مستقلة تستخدم العملات الرقمية بطريقة مبتكرة.
لن تقتصر العملات المشفرة على الاستثمار أو التداول فقط، بل ستصبح جزءًا من البنية التحتية المالية لبعض الحكومات والشركات العالمية. من المتوقع أن نرى “العملات الرقمية الذكية” التي يمكن أن تتفاعل مع النظام الاقتصادي بناءً على الذكاء الصناعي (AI) لتعديل القيم بناءً على أحداث اقتصادية لحظية أو بيانات السوق.
ومن المتوقع أن يحدث انكماش في أسواق العملات المشفرة التقليدية وزيادة الطلب على العملة الرقمية المدعومة من الحكومات (CBDCs) على المدى الطويل، حيث تحاول الحكومات الموازنة بين الأمان المالي والاستقلالية المالية.
كما توقع الخبير الاقتصادي أحمد رجب أن تشهد العملة المشفرة بيتكوين تصحيحا بنسبة قد تصل إلى ٢٠٪ قبل أن تستقر أو تواصل صعودها نحو مستويات جديدة.
وأن هذه التقلبات تعتبر جزءًا طبيعيًا من الأسواق المشفرة، وأن التصحيح السعري المؤقت قد يساعد في توازن العرض والطلب داخل السوق.
وذلك بعد تجاوز سعر بيتكوين حاجز الـ 100,000 دولار والذي يمثل لحظة هامة في مسار العملة المشفرة، وهو يشير إلى نجاحها في اجتذاب اهتمام المستثمرين والمؤسسات المالية. مع ذلك، تظل العملة المشفرة عرضة للتقلبات الكبيرة.
وأضاف الخبير الاقتصادي أنه يتوقع أيضا أن تشهد عملة بيتكوين تصحيحًا بنسبة قد تصل إلى 20% قبل أن تستقر أو تواصل صعودها نحو مستويات جديدة.
وأكد أحمد رجب خلال تصريحات خاصة لموقع abc borsa أن العديد من المؤسسات الاستثمارية الكبرى تدعم البيتكوين، مما يعزز توقعات تحقيق مزيد من النمو على المدى الطويل.
ومع تزايد اعتماد بيتكوين في النظام المالي العالمي، قد لا تكون التقلبات الحالية سوى مرحلة مؤقتة في رحلة طويلة نحو استقرار أكبر،
ولكن من الضروري مراقبة تأثيرات عوامل خارجية مثل تقلبات الاقتصاد الكلي أو تشريعات جديدة قد تؤثر على مستقبل العملة.
وفيما يتعلق بامتداد العملة المشفرة إلى احتياطيات الدول بعد نجاح ترامب،
أوضح الخبير الاقتصادي لـ abc borsa أنه بعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية، هناك توقعات قوية بأن العالم سيشهد تحولًا في دور العملات المشفرة في الاقتصاد العالمي، ولكن بشكل غير تقليدي. على الرغم من أن العديد من الدول تفكر في إدخال العملات المشفرة كجزء من احتياطياتها، فإن الفكرة قد لا تتعلق فقط باستخدام “بيتكوين” أو العملات الرقمية المعروفة. في الحقيقة، قد تكون العملات الرقمية المدعومة من قبل الحكومات (مثل “العملات الرقمية للبنوك المركزية” – CBDCs) هي الخيار الأكثر احتمالًا لأن تصبح جزءًا من احتياطات الدول الكبرى. لكن، الجانب الأكثر إثارة هو أن بعض الدول قد تبتكر “شبكات مالية رقمية” تستفيد من تقنيات البلوكشين دون أن تتعلق بالعملات التقليدية أو المشفرة الحالية. هذه الشبكات قد تعمل كـ “شراكات مالية رقمية” بين الحكومات التي تتيح معاملات أسرع وأرخص بين الاحتياطيات الوطنية، مع الحفاظ على الاستقلال المالي والسياسي.
وتوقع الخبير الاقتصادي أن بعض الدول ستجعل من هذه العملات الرقمية الجديدة وسيلة للتنويع في الاحتياطيات، حيث ستتيح لها الحفاظ على الاستقلال الاقتصادي أمام تأثيرات العملات التقليدية مثل الدولار أو اليورو. هذه الخطوة ستفتح مجالًا جديدًا للاقتصاد العالمي بحيث يصبح الاقتصاد الرقمي قائمًا على تكنولوجيا البلوكشين بدلاً من العملات المركزية التقليدية.